الأحد، 16 فبراير 2014

الاستعمار

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستعمار


مصطلح الاستعمار:
الاستعمار لفظة محدثة مشتقة من عَمَر، واستعمره في المكان أي جعله يعمره، ومنه قوله تعالى:  ]هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها [(هود: 61(
فالأصل اللغوي يفيد معنى طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران، لكن الواقع لا علاقة له بالمعنى اللغوي.

ويعرف الشهابي وحبنكة الاستعمار موافقين لما جاء في المعجم الوسيط بأنه استيلاء دولة أو شعب على دولة أخرى وشعب آخر لنهب ثرواته وتسخير طاقات أفراده والعمل على استثمار مرافقه المختلفة.
و الاستِعْمارُ إخضاع جماعة من الناس لحكم أجنبيّ ،و يُسمَّى سكان البلاد المستَعْمَرين، وتُسمَّى الأراضي الواقعة تحت الاحتلال البلاد المُستعمَرة. ومعظم المستعمَرات مفصولةٌ عن الدولة المستعمِرة (بكسر الميم الثانية) ببحارٍ ومحيطات. وغالبًا ما ترسل الدولة الأجنبية سكانًا للعيش في المستعمرات وحكمها واستغلالها مصادر للثروة. وهذا ما يجعل حكّام المستعمرات منفصلين عِرقيًا عن المحكومين.
وهذه التعاريف تشمل أنواع مختلفة من الاستعمار لا تختلف عن بعضها إلا بالأسماء وبعض الأشكال، فمن أشكال الاستعمار أن تضع دولة ما أخرى تحت حمايتها وإشرافها وتسلبها من حريتها بقدر ما يتناسب مع قوة هذه الدولة وضعف تلك، وفي الأغلب يكون للدولة المحمية شبه سيادة داخلية يمارسها حكام وطنيون تديرهم الدولة المستعمرة من خلف ستار.
وللاستعمار تاريخٌ طويلٌ يعود إلى العصور القديمة. فالرومان، مثلاً، حكموا عددًا من المستعمرات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وبدءًا من القرن الخامس عشر الميلادي، بدأت الدول الأوروبية في بناء إمبراطوريات استعماريةٍ ضخمة في كلٍّ من إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، وكذلك في أمريكا الجنوبية. ومن أهم القوى الاستعمارية الأوروبية، فرنسا، بريطانيا، هولندا، البرتغال، أسبانيا. وبحلول سبعينيات القرن العشرين، تَفكَّكت معظم هذه الإمبراطوريات.
وتُعزى أهمية المستعمَرات للعوائد الاقتصادية التي تُدِرُّها. فالدول تحصل على سلع ٍ نادرةٍ مثل الماس والتوابل من هذه المستعمرات. كما تسعى الدول إلى توسيع صناعاتها وتجارتها مع المُستعمرات لأنَّ هذه المُستعمرات قد تكون:

1- مصدرًا للمواد الخام
2- سوقًا للسلع
3- مصدراً لسلع قابلة للتصدير لبلدان أخرى
4- مناطق استثمارية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الدول تستخدم المستعمرات أيضًا لزيادة مكانتها وسمعتها بين الأمم، كما تستفيد من مواقعها الحيوية لأغراضٍ عسكرية، أو تستفيد منها لنشر دينها ومذهبها.
ويعتقد بعض الناس أن الاستعمار لم يَمُت، فهم يُعرِّفون الاستعمار بأنه أيُّ شكلٍ من أشكال الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من قبل جماعة من الناس لجماعة أخرى، وذلك على أساسٍ عرقي. ويستخدم آخرون مصطلح الاستعمار الجديد لتعريف السيطرة غير المباشرة للدول الغنية على الدول النامية. وبحسب تفسير هذه المدرسة، فإن الدول النامية تعتمد على الدول الغنية في مجال استثمار رأس المال، مع أن هذا الاعتماد يدفع الدول الغنية إلى الاستفادة من الدول النامية.
 
ومن أمثلة هذا الشكل للاستعمار ما فعلته فرنسا في تونس حيث وقعتا معا معاهدة حماية في 12/5/1881م، ثم جددت في 8/6/1883م، وبموجب بنود هذه الحماية فقدت تونس سيادتها الخارجية وحقها في التمثيل الدبلوماسي المستقل، كما سلبت حق إبرام المعاهدات الخارجية، وعينت فرنسا آلاف الموظفين يرعون مصالحها يرأسهم المقيم العام.
وما حصل في تونس كررته فرنسا في مراكش بموجب معاهدة 30/3/1912م وفعله الإنجليز في مصر خلال احتلالهم لها بين عام 1914 - 1922م.
 وبعد الحرب العالمية الأولى ظهر شكل جديد من أشكال الاستعمار أقرته عصبة الأمم المتحدة التي تكونت حينذاك كمنظمة أممية لنشر السلام ومنع الحروب، فقد كرست عصبة الأمم نوعاً جديداً من الاستعمار وهو الانتداب، حيث ورد إجازته في المادة 22 لميثاق عصبة الأمم التي اعتبرته طريقة للنهوض بالشعوب القاصرة والأخذ بيد هذه الأمم لتكون قادرة على تسيير أمورها، لكنه في الحقيقة كان مظهراً للاستعمار ووسيلة لامتصاص خيرات الشعوب.
وفيما عدا هذين الوجهين أسفر الاستعمار عن وجهه الكالح، فأعلن عن ضمه لبعض الدول إلى مستعمراته كما فعلت فرنسا بالجزائر
     تاريخ الاستعمار :.

الاستعمار القديم. تُعدّ الإمبراطورية الرومانية أكبر دولة استعماريةٍ في التاريخ القديم، فقد بدأت روما توسُّعَهَا فيما وراء البحار نحو عام 264ق.م. وفي أوج مجدها، كانت الإمبراطورية الرومانية تمتد من شمالي بريطانيا إلى البحر الأحمر والخليج العربيّ. وفي عام 476م، سقطت تلك الإمبراطورية.

بدايات الاستعمار الأوروبي. بدأت البرتغال وأسبانيا في القرن الخامس عشر الميلادي بإرسال مستكشفين للبحث عن طرق بحرية جديدة إلى الهند والشرق الأقصى، حيث كان المسلمون يهيمنون على الطرق البرية ويسيطرون على التجارة بين آسيا وأوروبا. وكان الأوروبيون يطمحون إلى السيطرة على تلك التجارة، فقد نجحت البرتغال في السيطرة على البرازيل، وأنشأت مراكز تجاريةً في كل من غربي إفريقيا والهند وجنوب شرقي آسيا.كما نجحت أسبانيا في السيطرة على أجزاء مما يعرف اليوم بالولايات المتحدة، واحتلت معظم أجزاء أمريكا اللاتينية.
وفي القرن السابع عشر الميلادي، انتزع الهولنديون والبريطانيون التجارة الآسيوية من البرتغاليين، وذلك بعد أن نجحوا في احتلال جزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا) وأصبح للإنجليز نفوذٌ قويُّ في الهند. وتمكَّن الهولنديون والبريطانيون والفرنسيون من احتلال بعض المناطق في أمريكا اللاتينية.
وبالإضافة إلى ذلك، احتل عددٌ من المهاجرين البريطانيين والفرنسيين بعض المناطق في كندا. كما أنَّ الهولنديين والبريطانيين والفرنسيين ادَّعوا ملكية بعض أجزاء من الولايات المتحدة. وفي نهاية المطاف، تمكن الإنجليز من إنشاء ثلاث عشرة مستعمرة في تلك البلاد. ودخل البريطانيون والفرنسيون في صراع ٍ على أمريكا الشمالية سُمّي حروب الهنود والفرنسيين الأربع، واستمر ذلك الصراع من عام 1689م حتى 1763م. وفي آخر تلك الحروب، انتصرت بريطانيا ونجحت في احتلال معظم الممتلكات الفرنسية في أمريكا الشمالية.

الاستعمار الحديث: 
نجحت المستعمرات الثلاث عشرة في الحصول على استقلالها من بريطانيا في الثورة الأمريكية (1775 – 1783م). وحصلت معظم المستعمرات في أمريكا اللاتينية على استقلالها في القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. ولم يتطوَّر الاستعمار الأوروبي في بداية القرن التاسع عشر مع أنَّ بريطانيا ضَمَّت عددًا من المستعمرات في أستراليا، وقد كانت نيوساوث ويلز أول مستعمرة أسترالية تم تأسيسها في القرن الثامن عشر. وكان معظم المستوطنين الأوائل من السجناء الذين أُبعدوا إلى أستراليا عقابًا لهم. وقد أوقف إرسال السجناء إلى تلك المناطق في منتصف القرن التاسع عشر. وبحلول ذلك التاريخ، أُنشئت مستعمراتٌ جديدة في كوينزلاند وفان ديمنزلاند (تسمانيا حالياً)، وغربي أستراليا وجنوبيها، وفكتوريا. أما نيوزيلندا، فإنها لم تصبح مستعمرة بريطانية إلا عام 1840م. وبحلول عام 1850م، كان هناك الكثيرون ممن يعتقدون أن المستعمرات لا تساوي تكاليف إنشائها وإدارتها. وساعدت الثورة الصناعية وظهور القومية الأوروبية، على تطور الاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في كلٍّ من إفريقيا وآسيا. ففي هاتين القارتين، سعت الدول الصناعية إلى الحصول على المواد الخام لمصانعها، والأسواق لمنتجاتها الصناعية، كما سعت إلى هاتين القارتين بوصفهما مناطق استثمار جديدة، وللبحث عن أقطار جديدة تقويها في منافستها للأقطار الأوروبية الأخرى.
واقتسم إفريقيا كلٌّ من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والبرتغال وأسبانيا. ولم يبق من المناطق الإفريقية مستقلة إلا إثيوبيا وليبيريا. أما بريطانيا، فقد سيطرت بدورها على الهند وبورما وما يُعرف الآن بماليزيا. كما احتلت فرنسا الهند الصينية. وكانت الهند الصينية الفرنسية تضم كلاّ من كمبوتشيا (كمبوديا) ولاوس وفيتنام. وتوسَّع الهولنديون في الهند الصينية الشرقية. أما الولايات المتحدة، فقد احتلت الفلبين. وكان هناك تنافسٌ كبير بين فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأسبانيا والولايات المتحدة للسيطرة على جزر المحيط الهادئ. وفي نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أنشأت اليابان إمبراطوريةً ضمَّت كوريا وتايوان. وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م)، وسَّعت اليابان إمبراطوريتها على حساب بعض المستعمرات الصغيرة التي كانت تسيطر عليها دول غربية. إلا أنَّ هذه الإمبراطورية سقطت بعد أن هُزمت اليابان عام 1945م. وتحولت هذه المناطق مرةً أخرى إلى مستعمرات غربية.
والواقع أنَّ هناك ثلاثة عوامل أسهمت في إنهاء عصر الاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين؛ أولها أنَّ القوى الأوروبية قد أُضعفت في الحرب وبدأ عددٌ كبيرٌ من الناس يعارضون الاستعمار لأسباب أخلاقية،كما أنَّ الحركات القومية والمطالبة بحقِّ تقرير المصير قد زادت ازديادًا كبيرًا في مستعمرات إفريقيا وآسيا. وقد حصلت بعض هذه المستعمرات على استقلالها بشكل سلميّ، لكنَّ مستعمرات أخرى لم تحصل على استقلالها إلا عن طريق الحرب. وكانت البرتغال من أواخر الدول التي منحت مستعمراتها الاستقلال في منتصف السبعينيّات.


الاستعمار المعاصر: 
لا تزال كل من فرنسا وبريطانيا والبرتغال وأسبانيا تحتفظ ببعض مستعمراتها إلى اليوم، ولكنها لا تسميها مستعمرات. وعلى سبيل المثال، فإن بريطانيا تُسمي هذه المناطق البلاد التابعة. كما أنَّ الولايات المتحدة تحكم بعض المناطق البعيدة، مثل: ساموا الأمريكية وغوام وعددًا من الجزر في المحيط الهادئ، وكذلك بورتوريكو وفيرجين آيلاندز الأمريكية. كما لا تزال إسرائيل تلك الدول التي أقامتها الصهيونية مدعوية من القوى العالمية تحتل و تستعمر أرض فلسطين العربية منذ عام 1948م


رؤية تاريخية للاستعمار :.

وقد بدأ الاستعمار الغربي للعالم مع بداية عصور النهضة في أوربا حيث استفاقت أوربا على وقع طبول الإصلاح الديني والسياسي في القرن الخامس و السادس عشر.
ومنذ أفاقت أوربا بدأت تحركها للإطباق على العالم الإسلامي، فانتشرت المراكب الاستكشافية تجوب البحار بحثاً عن تحقيق أهداف الاستعمار المختلفة الدينية والسياسية والاقتصادية.
وفي عام 1499م توصل فاسكودي جاما إلى طريق رأس الرجاء الصالح، فوصل البرتغاليون إلى الشواطئ الهندية بعيداً عن المرور في الأراضي الواقعة في سلطة الخلافة العثمانية.
وشرع البرتغاليون يؤسسون مستعمرات ومراكز تجارية في أماكن مختلفة من السواحل التي وصلوا إليها، ولم يكد النصف الأول من القرن السادس عشر ينقضي حتى كان البرتغاليون قد أحكموا السيطرة على شواطئ شرق أفريقيا وغربها إضافة إلى شواطئ الخليج وفارس والهند.
وفي عام 1600م أنشئت بريطانيا أول جهاز استعماري لها تحت مسمى شركة الهند الشرقية البريطانية، ومثله صنعت فرنسا عام 1664م فأنشئت ما أسمته بشركة الهند الشرقية الفرنسية، وبدأ الصراع والتنافس بين الدولتين، وانتهى بانتصار الإنجليز عام 1775م ( 1171هـ ) وخروج فرنسا من الهند والصين.
وفي عام 1798م ( 1213هـ ) وصل نابليون يقود الحملة الفرنسية على مصر ثم حاول السيطرة على بلاد الشام، فغادر وهو يحمل أدراج الخيبة لكثر من قتل من جنوده هناك، ثم ما لبث أن عاد إلى فرنسا ولحقته جيوشه عام 1801م.
وفي عام 1827م أعلن الملك شارل العاشر اعتزام فرنسا إنشاء مستعمرة ذات شأن في شمال أفريقيا، وزحفت الجيوش الفرنسية لاحتلال الجزائر عام 1830م، واستتب الوضع لهم عام 1857م وهو نفس العام الذي قضت فيه بريطانيا على الإمارة الإسلامية المنغولية في الهند، وقد ألحقت فرنسا الجزائر بها عام 1881م، وهي نفس السنة التي أعلنت فرنسا وضعها تونس تحت الحماية الفرنسية بموجب ميثاق باردو، ثم السنغال ومدغشقر عام 1882م، في عام 1887م (1295هـ ) وقع مؤتمر برلين لاقتسام مواقع النفوذ في الوطن العربي. وتوالى بعد ذلك سقوط البلاد العربية والاسلامية في قبضة الاستعمار.
فسيطر الفرنسيون على المغرب سنة 1912م، وعلى سورية سنة 1920م.
وأما الإيطاليون فاحتلوا الصومال وأريتريا عام 1887م، وزحفت إيطاليا لاحتلال الساحل الليبي عام 1914م، وأكملت الاحتلال عام 1914م.
فيما احتلت انجلترا مصر ووضعتها تحت الحماية عام 1882م، وكانت قد احتلت بلاد البنغال عام 1757م، والبنجاب عام 1849م، ثم احتلت نيجيريا عام 1851م. وفي عام 1898م احتلت بريطانيا السودان ثم العراق 1919م، ثم الأردن عام 1920م.
وفي المشرق الإسلامي انقض الروس الأرثوذوكس على بلاد المسلمين فأخذوا ما يحاذيهم منها، وضموه إلى بلادهم، ففي 1670م دخل الروس بلاد الأورال، وأحكموا السيطرة على مسلميها، وفي عام 1859م ضمت روسيا طشقند، ثم القوقاز عام 1864م، ثم بخارى عام 1882م، فيما دخلت بلاد التركستان تحت سيطرة الروس عام 1884م.
وقد استمرت السيطرة الروسية على بعض هذه البلاد إلى يومنا هذا فيما نجت بلاد أخرى، وشكلت حكومات مستقلة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990م.
فيما تحررت البلاد الإسلامية جملة من الاستعمار الفرنسي والإنجليزي والإيطالي ( العسكري ) في أواسط القرن العشرين.
 

 اسباب الاستعمار :.

1- ازدياد عدد السكان ، فكان من الضروري البحث عن اماكن جديدة لهذا الفائض السكاني وخاصة في الدول المتخلفة ثقافياً وتكنولوجياً ، واعتبرت هذه الهجرة علاج شافي للفقر ، كما ادت هذه الهجرة الى اشتباك بين المهاجرين وبين السكان الاصليين للمستعمرات .

2-  الحاجة للأسواق ومصادر مواد الخام لازدياد الانتاج الصناعي في اوروبا ، مما اضطر الدول للتفتيش عن اسواق جديدة خاصة للمستعمرات التي لم تطور فيها الصناعات .

3-  تطور طرق المواصلات البرية والبحرية ، خاصة بعد شق قناة السويس وقناة بنما

4- ظهور دولتين جديدتين هما ايطاليا والمانيا ، ولم يكن لهاتين الدولتين مستعمرات في الخارج ، لذا اخذت كل منهما تسعى للسيطرة على مستعمرات جديدة لبيع بضائعها

5- ظهور افكار جديدة تؤمن بأن على اوروبا ان تنقل الحضارة الموجودة فيها الى الشعوب المتأخرة في افريقيا واسيا والشرق الاقصى واعتبر اصحاب هذه الفكرة على ان الرجل الابيض نقل هذه الحضارة عن طريق الاستعمار ولو بالقوة

مؤتمر برلين 
عقد 1885 في برلين بالمانيا بدعوة من بسمارك , وذلك لحل مشكلة الكونغو القائمة بين فرنسا وبلجيكا , ثم ارادة الدول الاوروبية الاستعمارية بوضع القواعد وتحديد للنشاط الاستعماري , وبسبب رغبة المانيا بتوسيع استعمارها في افريقيا , وتعود اهمية هذا المؤتمر لعدد الدول التي اشتركت فيه ثم عقده في المانيا , واقر المؤتمر :

1-  تحديد المناطق الاستعمارية حتى عام 1885

2- يجب على كل دولة ان تحتل المنطقة المرغوب فيها فعلياً بعد التأكد من انها غير تابعة لغيرها من الدول المستعمرة

3- تقرر ان الحق لكل دولة لها نفوذ على السواحل الافريقية بالتغلغل داخل افريقيا

4-  بالنسبة لمنطقة الكونغو تقرر انها لبلجيكا بشرط ان تسمح للدول الاخرى بحرية التجارة فيها, وعلى ان تعمل لتحسين وضع سكانها المحليين .

هكذا ادى هذا المؤتمر الى زيادة التنافس الاستعماري .

الاستعمار الاوروبي في افريقيا
اسباب الاهتمام الاوروبي في افريقيا:
1- بسبب التجارة  .
2-  لإقامة الاستراحات البحرية لخدمة سفنها التجارية بطريقها الى الهند وآسيا .
3- اكتشاف الانهر المهّمة في افريقيا مثل النيل النابع من بحيرة فكتوريا, واكتشاف المواد الخام 
4-  ازدياد اهمية بعض الدول الافريقية , خاصة مصر بعد حفر قناة السويس التي قصّرت الطريق الى الهند والتي ربطت البحر الاحمر بالبحر الابيض المتوسط , وبدأت مطامع الدول الاوروبية في مصر وخاصتهً فرنسا التي اقنعت الخديوي اسماعيل لحفر قناة السويس حيث وفرت فرنسا الآلات لذلك مقابل ان توفر مصر الايدي العاملة .

كانت الفكرة منذ عهد محمد علي باشا الذي رفض فكرة المهندس الفرنسي ديليسبس لحفر القناة , قال محمد علي جملته المشهورة " لا اريد جعل مصر بسفوراً ثانياً " ويعني لا يريد قلب مصر الى مسألة شرقية ثانيه للتنافس الاستعمار الاوربي , حيث اجل المشروع لعهد الخديوي الذي اقنعته فرنسا بامتلاك القناة بعد انتهاء الاستعمار البريطاني , حيث مات الكثير من العمال المصرين الذين قاموا بحفر القناة , ثم خسارة مصر اموال كثيرة بسب الاحتفالات لفتح القناة , مما ادى الى وقوعها في ديون بسب ذلك مما اضطرها الى بيع اسهم القناة بثمن بخس , ولم تكتفي بريطانيا بذلك وبدأت بالتفكير في احتلال مصر وجاءت الفرصة عندما قامت الثورة العربية , حيث هزمت بريطانيا قوات عرابي باشا في معركة التل مدعيه ان الخديوي طلب منها ذلك , حيث بدأ احتلال مصر الفعلي حتى اصبحت محمية بريطانية ( انتداب ) حيث قام الشعب المصري بمقاومة الاحتلال.
ظهر الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل على امل تحرير مصر وبعدها اتى محمد عبده وثورة سعد زغلول. وكانت اخر مقاومات مصر للاحتلال عام 1952 ضد الملك فاروق ليُطرد من مصر ليصبح محمد نجيب اول رئيس للجمهورية العربية المصرية , ثم جمال عبد الناصر تحت اسم الناصرية فأمم قناة السويس وطرد الانجليز وقاوم الهجوم الثلاثي .

5- مشروع سيسل رودوس الذي يقضي باقامة امبراطورية بريطانية داخل افريقيا .
6- قرارات مؤتمر برلين .

احتلال ايطاليا لليبيا 

كانت ليبيا تحت السيطرة العثمانية , لكن بعد ضعفها سيطرت القبائل على ليبيا , وكان من اهم زعماء تلك القبائل :   "العائلة السانوسية "

احتلت ايطاليا ليبيا عام 1911 , فعارضت الحكومة التركية وحاولت توسيط الدول الكبرى لكن دون جدوى . وبدأت المقاومة ضد ايطاليا , وكانت على رأس تلك المقاومة " الحركة السانوسية " التي ترأسها محمد بن علي السانوسي , ونجحت الحركة بتوحيد القبائل المتنازعة داخل ليبيا وتوّحدوا مع الاتراك ضد الاحتلال واستمروا بالمقاومة حتى الاستقلال .

كذلك اشتهر عمر المختار الذي قاوم من اجل ليبيا , حتى أُعدم في النهاية .

حصلت ليبيا على الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية , وحكم فيها محمد ادريس السانوسي لمدة 17 عام . ولكن قام انقلاب ضده في عام 1969 على يد معمر القذافي .

محاولة الاستعمار الايطالي في الحبشة

كانت الحبشة دولة ضعيفة , لذلك فكّرت ايطاليا باحتلالها , ولكن ايطاليا هزمت في معركة " ادوا " وبذلك فشلت المخططات الايطالية في احتلال الحبشة , وكان ذلك بمثابة ضربة للاستعمار الايطالي , وخاصة وانها هزمت على يد دولة ضعيفة فأثر ذلك على مكانة ايطاليا .
حاولت ايطاليا ان تسيطر على الحبشة مرة اخرى بعد الحرب العالمية الاولى , ولكن هذه المرة واجهت المعارضة من عصبة الامم , فانسحبت من العصبة عام 1936 .

اسباب تفكير المانيا في الاستعمار داخل افريقيا

1- كانت تريد تقوّية نفسها , وكان جزء من هذه القوّة هو الاستعمار
 
2- البحث عن مصادر لمواد الخام , واسواق جديدة
3- سياسة بسمارك وهي تأسيس المستعمرات في افريقيا حيث استعر جنوب غربي افريقيا ( الكاميرون , طنجة )
وبعد اقالة بسمارك استمر ولهلم الثاني بنفس السياسة الاستعمارية .

الاستعمار الفرنسي في افريقيا :
المشروع الاستعماري الفرنسي في افريقيا :

1-  توحيد المستعمرات الفرنسية في شمال افريقيا مع احتلال المناطق التي في لم تُحتل في الشمال مثل المغرب , ثم توحيدها مع المستعمرات الفرنسية في الغرب , وذلك عن طريق السيطرة على وسط افريقي مثل : chad والسودان .

ان معظم الدول الاوروبية عارضت هذا المخطط  بريطانيا  رأت في هذا المخطط تهديد لمخططها الاستعماريايطالياحيث يتعارض هذا المخطط مع استعمارها في شمال افريقيا المانياايدت ايطاليا ضد فرنسا لانها ارادت توريط فرنسا في مشاكل بسبب العداء القائم بينها وبين فرنسا .

هل نجحت فرنسا في تحقيق مخططها هذا ؟

احتلت فرنسا chad و لكنها فشلت في احتلال جنوب السودان لأن بريطانيا ضدها هناك، وهو بما سمي بنزاع فاشودا ، فقد تجمع الفرنسيون ومعهم 300 جندي باتجاه السودان كما خرجت قوات البريطانية الى نفس المكان وقد حذرت بريطانيا فرنسا ولكن فرنسا لم تلفت انظاراً الى هذا الانذار ، فحشدت بريطانيا جيشها فتوجهت نحو السودان ووصل الفرنسيون الى نفس المكان ( فاشودا ) : هو ملتقى هام في داخل السودان على الساحل الغربي للنيل الابيض , ورفعوا عليها العلم الفرنسي ووصلت القوات البريطانية بعد ان انتصرت على الحركة المهدية . ومن هنا بدأ الطرفين بالاستعداد للحرب ، اخذت الجماهير في كل من الدولتين تطالب حكومتها بعدم التراجع واعتبرت هذه المسألة تتعلق بالكرامة .
كان من الواضح عدم استطاعة فرنسا مواجهة الاسطول البريطاني القوي بسبب الانشقاق الداخلي لوقوع قضية درايفوس  فقررت اخلاء المكان ، فانتقدت الجماهير الفرنسية قرار الحكومة هذا ، وزاد عدائهم لبريطانيا .
ان تراجع فرنسا الى التقارب بين الدولتين في المستقبل .


احتلال فرنسا للجزائر 
اسباب احتلال فرنسا للجزائر

1- ارادت فرنسا احتلال الجزائر كتعويض لها على ما فقدته من مستعمرات في امريكا والهند

2- رغبة شارل العاشر بإحراز نصر خارج اوروبا ليخفف من كراهية الشعب الفرنسي له

3- رغبة شارل في كسب ولاء الكنيسة الكاثوليكية عن طريق التوسع في البلاد الاسلامية لان هذا يعتبر امتداداً للحروب الصليبية .

4- رغبة فرنسا بتحويل الجزائر الى سوق استهلاكية لمتوجاتها .


غزو الجزائر واحتلالها :

حدث ذلك في قصر " القصبة " حيث ان قنصل فرنسا degel ادعى ان الداي حسين الجزائري لطمة على اثر جدال بينهما .
اتخذت فرنسا هذا سبباً في احتلال الجزائر وظنت انها مهمة سهلة ، فارسلت سفنها الحربية لمحاصرة الجزائر وبعثت مبعوثاً للداي طالبة منه الاستسلام لكنه رفض ، فقامت فرنسا بضرب الجزائر وانزلت المشاة ، واحتلت الجزائر .
بدأت المقاومة الشديدة خاصة بعد ظهور عبد القادر الجزائري الذي واصل الكفاح ، وبدأ العمل على توحيد الجزائريين تحت لواء واحد ثم تحريض تونس والمغرب لاقامة جبهة موحدة لطرد الفرنسيين من الجزائر ومنعهم من احتلال تونس والمغرب ، مما ادى الى غضب الفرنسيين على عبد القادر الجزائري .
كان من الصعب على الجزائري مقاومة الاحتلال حتى قامت الثورة الجزائرية " ثورة المليون شهيد " التي اشتهر بها احمد بن بيلا .

اما اسباب نجاح الثورة :

- دعم الدول العربية المستقلة للثورة الجزائرية خاصة مصر في عهد جمال عبد الناصر الذي هدف لتوحيد الامة العربية وتحريرها .
- تأييد هيئة الامم لمطالب الجزائر للاستقلال .
- عدم قدرة فرنسا لتحمل الخسائر ( جنود ، اسلحة ، مال (
- معارضة الرأي العام الفرنسي لبقاء فرنسا في الجزائر .
- قوة الجزائريين في الثورة وحسن تنظيمها ، وظهور الشخصيات المهمة امثال احمد بن بيلا ثم مدى تضحية الشعب الجزائري .


احتلال فرنسا لتونس

حاول بعض حكام تونس النهوض ببلادهم ، ولكن الاحتلال الفرنسي منع ذلك ، وجعلت تونس تعيش في متاهات الاحتلال

اسباب احتلال فرنسا لتونس :

1- رغبة فرنسا بالسيطرة على تونس كمنطقة استراتيجية مهمة .

2- احتلالها للجزائر سهل عليها احتلال تونس .

سيطرة فرنسا على تونس مما اثار غضب الدولة العثمانية التي لم تستطع فعل شيء واكتفت بالاحتجاج والاتصالات الدبلوماسية ، نشأت في تونس حركة تحرر بزعامة " الحبيب بورقيبا " مما اضطر فرنسا منح الاستقلال لتونس عام 1956


احتلال فرنسا للمغرب

اسباب احتلال فرنسا للمغرب :
1-  احتلالها للمغرب يساعدها على حماية كيانها في الجزائر .
2- اعتبرت مراكش جزء من المغرب العربي التي ارادت فرنسا ان تستولي عليه .

3-  رغبتها في استغلال ثروات المغرب الطبيعية 

4-  بسبب مساعدة الكثير من لمراكشيين لمحمد الجزائري في ثورته حيث حاصروا ميناء طنجة , وضربوها بالقنابل 

فشلت فرنسا باحتلال مراكش , والسؤال لماذا ؟
لان معظم الدول الاوروبية كانت تتجه لنفس الاتجاه , ( اسبانيا, انجلترا, المانيا, ايطاليا ) تلك الدول التي كانت لها مصالح في مراكش .
فأرادت فرنسا الاتفاق مع تلك الدول قبل احتلالها لمرّاكش .
اتفقت فرنسا مع ايطاليا , بأن تعطي فرنسا ايطاليا الحرية بالسيطرة على ليبيا مقابل اعتراف ايطاليا بسيطرة فرنسا على مراكش .

   

   السياسات الاستعمارية :.

قام عددٌ من المُستعمرين بفرض أسلوب حياتهم على المستعمرات.، فقد كانوا يؤمنون بتدنّي مستوى ثقافة المناطق المُستعمَرة قياسًا إلى ثقافتهم. وحاول بعض هؤلاء الحكام أن يُغيّروا من ديانة المناطق التي يَستعمِرونها، كما عَمَدوا إلى جعل لغتهم الأجنبية اللغة الرسمية في تلك المستعمرات. وفي عدد من الحالات، حاول الحكام المستعمرون أن يحلوا ثقافتهم الخاصة محلَّ الثقافة المحلية. وساعد الحكام المستعمِرون في تطوير وتحديث المستعمرات عن طريق إنشاء خطوط السكك الحديدية والطرق البرية والمصانع، وكذلك عن طريق إنشاء المدارس والمستشفيات. لكنَّ القوى الاستعمارية كانت تحرص على تَبني سياسات اقتصادية وسياسية مفيدةٍ للاستعماريين أنفسهم.

السياسات الاقتصادية :
عَمدت الدول الاستعمارية إلى الاستفادة من العوائد الاقتصادية للمستعمرات. وفي العصور القديمة، كانت هذه القوى تزيد من ثروتها عن طريق السُّخْرة (العمل بدون أجر)،كما فُرضت الإتاوات على الشعوب المُستعمَرة بدعوى حماية هذه الشعوب من الدول الأخرى.
وفيما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر الميلاديين، ظهر نظام اقتصادي في أوروبا يُدعى( المركنتالية (أي النزعة التجارية. وفي ظلِّ هذا النظام، قامت القوى الأوروبية بتشكيل اقتصاد المناطق المستعمرة حسب حاجاتها التجارية. فعلى سبيل المثال، سنَّت بريطانيا عددًا من القوانين في القرن السابع عشر لتقوية سيطرتها على اقتصاد مستعمراتها الثلاث عشرة في أمريكا الشمالية. وقد كان بعض هذه القوانين يحصر التجارة بين المستعمرات البريطانية مع التجار البريطانيين فقط، كما كانت تشترط استخدام سفنٍ بريطانية فقط. أما القوانين الأخرى، فقد قلّصت من الصناعة في المستعمرات لأنَّ البريطانيين كانوا يريدون أن تعتمد المستعمرات على السلع المصنَّعة في بريطانيا. ولتشجيع الأمريكيين على تصدير السلع التي تحتاج إليها بريطانيا، عمد البريطانيون إلى إعطاء امتيازات تجارية لهذه الصادرات للتجار الأمريكيين. وقد أدارت القوى الأوروبية الأخرى تجارتها بالطريقة نفسها.
وكان الرِّق عُنصرًا مهمًا في السياسات الاقتصادية خلال عصر النزعة التجارية. في البداية، عَمَد الأوروبيون في أمريكا الجنوبية إلى تسخير الهنود الحمر للعمل في المزارع الضخمة المنتجة للقطن وغيره. وفي فترةٍ لاحقة، استوردوا الرقيق من إفريقيا.
وفي معظم دول أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، أُلْغِيَ الرق في القرن التاسع عشر. كما أن البريطانيين وجدوا منذ منتصف القرن التاسع عشر أنَّ سياسات النزعة التجارية قد أضرَّت ببعض صناعاتهم. ولذلك، بدأت بريطانيا بتطبيق نظام التجارة الحرة بشكلٍ تدريجيّ نجح في النهاية في إنهاء السيطرة على تجارة المستعمرات. وبحلول عام 1870م، كانت معظم القوى الاستعمارية قد حذت حذو بريطانيا في إلغاء القوانين التي تَحدُّ من حرية التجارة. لكنَّ حرية التجارة لم توقف تطوُّر وازدهار الاستعمار في إفريقيا وآسيا. واستمرت المستعمرات في تقديم المواد الخام والأسواق للسلع الأوروبية. كما أن مديري المصارف الأوروبيين وصنَّاعهم حقَّقوا أرباحًا من استثماراتهم في المصانع والمناجم والمزارع والطرق الحديدية التي أنشأوها فيما أطلقوا عليه اسم المناطق المتخلِّفة للمحافظة على تلك الاستثمارات.
وبحلول القرن العشرين، كانت معظم القوى الأوروبية قد عادت مرةً أخرى إلى السيطرة على النظم الاقتصادية. إلا أنَّ أدوات السيطرة لم تكن كاملةً كما كانت إبَّان مرحلة النزعة التجارية. واليوم، ما زالت المستعمرات القديمة تحتفظ بِصِلاَت اقتصادية قوية مع الدول التي كانت تحكمها.
الإدارة السياسية:
 اختلفت طرق الحكم في المستعمرات بشكلٍ كبير، فبعض الدول الحاكمة عمدت إلى جعل المستعمرات مستقلةً بشكلٍ كامل على حين أنَّها أعطت دولاً أخرى شيئًا من الحكم الذاتيّ. وإذا نظرنا في سياسات بلجيكا وفرنسا وبريطانيا والبرتغال في كلٍّ من إفريقيا وآسيا، فإننا نجد تباينًا في نظم الحكم.
والواقع أنَّ أكبر مستعمرة بلجيكية في إفريقيا كانت في الكونغو البلجيكي (الكونغو الديمقراطية الآن). وقد حكمت بلجيكا الكونغو منذ عام 1885م، وكانت تديرها بشكلٍ مركزيّ من بروكسل (العاصمة البلجيكية). ولم يُشرك البلجيك شعب الكونغو في الحكم، ولذلك فقد حدثت عدة انتفاضات في الكونغو عام 1959م، مما اضطر بلجيكا إلى إعطائها الاستقلال عام 1960م.

وكانت سياسة الحكم الفرنسيّ للمستعمرات شبيهة بهذا، فقد كان يتم حكمها بشكلٍ مركزيّ من باريس، وكان المتوقَّع من علْيَة القوم في المستعمرات أن يُصبحوا كالفرنسيين ثقافيًّا واقتصاديّا. لكن الفرنسيين لم يكونوا يفكرون في إنهاء استعمارهم.
وفى عام 1946م، قامت ثورةٌ في الهند الصينية لم تنته إلا عام 1954م، حينما أُجْبِر الفرنسيون على الانسحاب بعد تعرضهم لخسائر جسيمة. وفي عام 1954م، قامت ثورة مماثلة في الجزائر، إحدى المستعمرات الفرنسية في إفريقيا، واستمر الجهاد والنضال هناك حتى عام 1962م حين انتزعت الجزائر استقلالها. وبعد ذلك، مَنحت فرنسا الاستقلال بشكل سلمي لمعظم مُستعمراتها.
أما بريطانيا، فقد حَكمت معظم مستعمراتها عن طريق الوكلاء البريطانيين (والوكيل حاكم عام يكون مقره عاصمة المستعمرة). وخلال استعمارها، أعطت بريطانيا لمُستعمرَاتها صلاحيات أوسع في المحاكم المحلية والمجالس التشريعية والخدمات العامة. فعلى سبيل المثال، أدَّى الهنود دورًا أكبر في إدارة شؤون بلادهم منذ عام 1918م وحتى عام 1939م (فترة ما بين الحربين العالميتين)، وحصلت الهند على استقلالها عام 1947م. وكان النجاح الذي حققته الهند، في التحوُّل من مستعمرة إلى دولةٍ مستقلة، مثالاً طبقته بريطانيا على مستعمراتٍ أخرى. أما البرتغال، فقد ادَّعت أنَّ مستعمراتها تتمتع بالحكم الذاتي، لكنهاكانت في الواقع، تَسُن التشريعات وتُسير الشؤون الإدارية لمعظم أقاليمها فيما وراء البحار بنفسها.



  أعمال الاستعمار:. 
وخلال تاريخ الحركة الاستعمارية الغربية للعالم الإسلامي وبقية المستعمرات أظهر المستعمر الغربي صوراً قاتمة كالحة ملؤها الظلم والقهر والاستغلال.
فعلى الصعيد الإنساني ارتكب المستعمرون مجازر بحق الشعوب التي قامت تدافع عن دينها وخيراتها، فقد بلغت أعداد قتلى المسلمين في الهند حتى عام 1880م مليون مسلم سقطوا على يد الإنجليز، ومثله كانت الجزائر بلد المليون شهيد.
وكان البرتغاليون قد أحدثوا مجازر عند سيطرتهم على الشواطئ الهندية، ويسجل القائد البرتغالي البوكيرك بفخر بعضاً منه وهو يخاطب ملك البرتغال مهنئاً إياه بالسيطرة على مقاطعة جوا الهندية فيقول : " وبعد ذلك أحرقت المدينة، وأعملت السيف في كل الرقاب، وأخذت دماء الناس تراق أياماً عدة.... وحيثما وجدنا المسلمين لم نوقر معهم نفساً، فكنا نملأ بهم مساجدهم، ونشعل فيها النار، حتى أحصينا ستة آلاف روح هلكت، وقد كان ذلك يا سيدي عملاً عظيماً رائعاً أجدنا بدايته وأحسنا نهايته ".
وفي مدغشقر قتلت القوات الفرنسية ثمانين ألف في ضربة واحدة للثائرين من سكان الجزيرة، فيما أعمل الإنجليز القتل في قبائل ماو ماو الأفريقية، ثم ادعوا أن وحوشاً مفترسة ظهرت في المنطقة وتخطفت الآلاف إلى مصارعهم.
وفي الجزائر يقول الجنرال الفرنسي شان : " إن رجاله وجدوا التسلية في جز رقاب المواطنين من رجال القبائل الثائرة في بلدتي الحواش وبورقيبه ".
ويخط الماريشال سانت أرنو إلى زوجته بعض ما صنعه وجنوده في الجزائر فيقول : " إن بلاد بني منصر بديعة، وهي من أجمل ما رأيت في أفريقيا، فقُراها متقاربة، وأهلها متحابون، لقد أحرقنا فيها كل شيء، ودمرنا كل شيء... أكتب إليك يحيط بي أفق من النيران والدخان، لقد تركتني عند قبيلة البزار فأحرقتهم جميعاً، ونشرت حولهم الخراب، وأنا الآن عند السنجاد أعيد فيهم الشيء نفسه ولكن على نطاق أوسع ".
ويقول مونتياك في كتابه " رسائل جندي " وهو يصف إحدى المذابح التي حضرها : "لقد كانت مذبحة شنيعة حقاً، كانت المساكن والخيام في الميادين والشوارع والأفنية التي انتشرت عليها الجثث في كل مكان، وقد أحصينا في جو هادئ بعد الاستيلاء على المدينة عدد القتلى من النساء والأطفال فألفيناهم ألفين وثلاثمائة، وأما عدد الجرحى فلا يكاد يذكر لسبب هو أننا لم نترك جرحاهم على قيد الحياة ".
وقد بلغ عدد القتلى في مدينة سطيف في مايو 1945م ما يقرب الأربعين ألفاً.
ويشنع الكونت هيريسيون على هذه القبائح التي لا مبرر لها فيقول : " فظائع لا مثيل لها، أوامر الشنق تصدر من نفوس كالصخر يقوم بتنفيذها جلادون قلوبهم كالحجر... في أناس مساكين جُلُّ ذنبهم أنهم لايستطيعون إرشادنا إلى ما نطلب إليهم أن يرشدونا إليه ".
وقد تفنن المستعمرون في طرق إبادة هذه الشعوب، ومما أبدعوه في هذا الباب طريقة يسمونها "جهنم" حيث يتبع الجنود الهاربين من النساء والأطفال والرجال إلى الكهوف فيشعلون عند باب الكهف ناراً عظيمة، فيموت من بداخله حرقاً أو خنقاً ".  وفي جنوب أفريقيا سيطر الاستعمار ففرض القوانين الجائرة والضرائب، ومنح البيض في عام 1913م 88% من أراضي جنوب أفريقيا وفرض على السود دون البيض مصروفات الدراسة، وأمر بأن يدفع كل أسود بين سنة 12 - 65 سنة ضريبة عن نفسه وأخرى عن كوخه.
وقد أضر المستعمرون بمصالح المزارعين حين أمروهم بزراعة بعض المحاصيل دون بعض، ثم شروها منهم بأبخس الأثمان.
ففي عام 1951م باع فلاحو الجزائر قنطار الزيتون بـ 2000 فرنك في حين كانوا يبيعونه قبل دخول فرنسا بـ 5000 فرنك فرنسي.
وأجبر الفرنسيون السكان في أفريقيا الاستوائية على زراعة القطن عام 1955م، ثم باعوه لأربع شركات استعمارية بما ثمنه 72 -60 فرنكاً للكيلو، فيما باعه المستعمرون بسعر 245-285 فرنكاً في مرفأ التصدير.
وقد كان كيلو القطن المستورد في فرنسا يماثل - في مراكش - أربعة مرات كيلو القطن المصدر، وذلك في عام 1938م، ثم ارتفع إلى ست مرات في عام 1949م ومثله يقال في القطن التونسي.
وفي نيجيريا يباع الخشب أكثر من سعره بـ 30 - 40 %، وباعت بلجيكا كيلو زيت النخل في مستعمراتها بـ 110 فرنكاً بدلاً من 75 فرنكا.
وتعترف إحدى مجلات الاستعمار بهذا الاستغلال فتقول : " المستهلكون في البلاد المستعمرة كانوا يتلقون عام 1953م ما يبلغ 80% من مستورداتهم بأسعار أكثر أرتفاعاً بـ 20 - 50% وأحياناً أكثر أيضاً من الأسعار التي كانوا يحصلون عليها لو أتيح لهم أن يستوردوا بضائهم من بلد آخر غير فرنسا.
وفي مظهر آخر للاستعمار وظف المستعمر أبناء جلدته في مؤسسات الدول المستعمرَة، وأبعد أهل البلاد الأصليين، ومن ذلك أن فرنسا وظفت في الجزائر في الدوائر العقارية 200 موظف منهم ثمانية فقط من الجزائريين، فيما لم يبلغ عدد المغاربة في وزارة الشئون الإجتماعية في المغرب سوى أربعة من الحُجَّاب فيما قارب الفرنسيون المائتين والخمسين.
وأجبر السكان الأصليون تحت مظلة المستعمر على العمل بأبخس الأجور، ففي حين كانت الأسعار في الجزائر مقاربة للأسعار في فرنسا كان العامل الجزائري يحصل على 40 - 70 فرنكاً لقاء عمله اليومي، في حين أن العامل الفرنسي يحصل على أكثر من ضعف المبلغ في فرنسا، وقد كان سعر كيلو الخبز يومذاك في الجزائر 48 فرنكاً وكيلو السكر 94، واللبن 25 فرنكاً فيما كان اللحم الردئ يباع الكيلو منه بـ 400 - 500 فرنك فرنسي.
وكتب النائب الأسقفي في داكار عاصمة السنغال يشكو الظلم الذي يقع على العمال الذين يسميهم بالمؤقتين والذين يحصلون على أجر شهري يتراوح بين 800 - 1200 فرنكاً في حين أن أحقر كوخ كان يؤجر بـ 3500 فرنك شهرياً إضافة إلى ما يدفعه من ضرائب تصل إلى 1800 فرنك سنوياً.وقد كان العمال في صفاقص من عمال شركة الفوسفات الفرنسية يسكنون بمعدل 10 عمال في كل كوخ، فيما تحدثت الصحف الفرنسية عن مدينة التنك ( مراكش ) حيث يسكن 200000 من العمال وعوائلهم في بيوت أو أكواخ من التنك أو الخشب الذي يلتقطونه من مخلفات الشحن، وقد تحدثت إحدى الصحف الفرنسية عن القسوة البالغة التي يعيشها العمال المغاربة وعائلاتهم في هذه البيوت من غير توفر أي إجراءات تضمن صحتهم وسلامتهم.
ونتيجة لضعف رواتب العمال في مراكش وانتشار الفقر بأبشع صوره كتب أحد أطباء وادي الداد في جنوب مراكش: " إن الأطفال في هذه البلاد يأكلون التراب. لماذا ؟ أذلك من الفقر أو الجوع أم أنها عادة مجهولة المنشأ ؟ لا أستطيع أن أقول شيئاً، ولكن هذا الواقع ماثل هنا. إن الأطفال يأكلون التراب ويصابون بالأمراض الخطيرة : فقر الدم وتضخم الطحال.... ".
وقد اقتصر غذاء الأسرة المراكشية في الغالب على عدة أقراص من الشوفان، فيما ذكرت إحصائيات فرنسية في عام 1945م أنه " من أصل المليون والثلاثمائة عائلة جزائرية تعيش من الزراعة وتربية المواشي ثمة 800 ألف إلى مليون يجب أن تعتبر عائلات محتاجة ومعوزة ".
وأما المشاريع التي أقامها الاستعمار في البلاد المستعمرة فإنما أقامها لحماية مصالحه " فالجهود المبذولة لكهربة المراكز الثانوية والريفية يجب أن يكون مفهوماً أن التجهيزات المنتظرة إنما يجب أن تقتصر فقط على المشروعات ذات الدخل المضمون.
أما برنامج النقليات فعليه أن يقتصر في الدرجة الأولى على إنشاء وسائل النقل وطرق المواصلات المرتبطة مباشرة بأهداف الانتاج المعينة في المشروع والتي تؤلف على كل حال أحد العوامل الجوهرية لنجاحه ".
ورغم الاستغلال الواسع للموارد الطبيعية والقوى البشرية فإن المستعمر لم يقدم أبسط الخدمات الإنسانية وهي الصحة والتعليم ففي الجزائر التي اعتبرتها فرنسا جزءً منها لم يستطع سوى 12% من أطفال الجزائر ممارسة عملية التعلم، وانخفضت النسبة في مراكش إلى 10%، وفي أفريقيا الغربية إلى 7.6 %، وفي تشاد إلى 4.7%، فيما ارتفعت في أفريقيا السوداء إلى 18% من أطفال تلك البلاد.
ويخلص هنري كلود إلى أن نسبة التعليم في المستعمرات الفرنسية جملة لا يتجاوز 9 % من أطفال المستعمرات الفرنسية.
وأما الخدمات الصحية فجرى تأمينها في المناطق التي ينتشر فيها الفرنسيون فيما كان لكل 10000 جزائري طبيب واحد، وتصل هذه النسبة في الأقاليم الجنوبية للجزائر إلى 30000/1، وفي مراكش 45000/1 فيما لكل 50000 شخص في غينيا طبيب واحد.
ونتيجة لذلك ارتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال في المستعمرات عنها في البلاد المستعمِرة أو بين المستعمِرين، ففي حين يموت من أطفال الأوربيين في الجزائر ما نسبته 5.4 % يموت من أطفال الجزائر 18%، وفي تونس يموت للأوربيين من أطفالهم ما نسبته 5.9% فيما يموت للتونسيين ما نسبته 19.3% فيما تصل النسبة في بعض مناطق أفريقيا الريفية إلى 60%، وكتب الدكتور بريسو مقرر ميزانية الصحة عام 1954م في الجزائر أن من بين 120 مريضاً يراجعون عيادة السل في مستشفى مدينة الجزائر لا يلقى العناية منهم سوى 30. أما الباقون فأسلموا إلى الموت.
وننبه أخيراً إلى أن كل ما سمعناه عن الاستعمار الفرنسي مما سطره لنا هنري كلود ورفاقه ينطبق تماماً على الاستعمار البريطاني والإيطالي والبرتغالي وسوى ذلك من جنسيات الاستعمار الأخرى.
 
                                                 
  آثار الاستعمار :.

كانت للاستعمار آثارٌ سلبية وأخرى إيجابية على كلٍّ من المستعمَرات والدول المُستعْمرَة على حدٍّ سواءً. فقد حقق المستعمرون شيئًا من التنمية الاقتصادية للمستعمرات، فأدخلوا إليها طرق الزراعة والصناعة والعلوم الطبيَّة الغربية. وفي الوقت نفسه، قامت القوى الاستعمارية باستغلال مستعمراتها واستفادت منها اقتصاديًا. وفي عدد من المستعمرات، قامت القوى الحاكمة بتعطيل الهياكل الاقتصادية التقليدية وتغييرها. فقد ألزموا المستعمرات بإنتاج المواد الخام وشراء معظم السلع المصنَّعة من الدول الحاكمة. وبهذه الطريقة، حطَّم المستعمِرون الأنشطة التجارية والصناعية في المستعمرات. ومع أن هناك نواحي إيجابيةً لربط المستعمرات بالنظام الاقتصادي الدولي، فإن شعوب تلك المستعمَرات فقدت القدرة على التحكم في مقدَّراتها الاقتصادية. وبالإضافة إلى ذلك، قاد ارتفاع مستويات المعيشة والاستقرار السياسي إلى زيادة كبيرة في عدد السكان، الأمر الذي أدى إلى توقف التحسن في مستوى المعيشة وربما ساعد على تقهقره.
وقام النظام الاستعماريُّ بزيادة رقعة السيطرة السياسية للدول الأوروبية، ولكنه أدى في الوقت نفسه إلى تقليص عدد من الحروب المحلية ووحَّد تلك المناطق تحت مظلة دولة واحدة. وأقامت القوى الحاكمة عددًا من المدارس الحديثة، وأدخلت النظام الديمقراطيّ في الحكم. ولكن، في العديد من الحالات، لم يمنح المُستعمرون الشعوب التي استعمروها إلا قدرًا ضئيلاً من التدريب والإعداد من أجل الاستقلال، كما حاول عددٌ من الحكام فرض ثقافتهم على الشعوب المُستعمَرة. ويعتقد بعض المؤرخين أنَّ الثقافة الغربية قد أفادت الشعوب المستعمَرة بطرق شتَّى، لكن عددًا من الدول التي كانت مُستعمَرة ً حاولت، بعد الاستقلال، إعادة إحياء ثقافتها وهويتها.
ولقد أثرى النظام الاستعماري الدول الحاكمة، ولكنه ساعد أيضًا في ظهور الحركات القومية وظهور الشعور الوطني بين الشعوب المستعمَرة. وبذلك، كتب الاستعمار نهايته بنفسه.
وكان من النتائج غير المتوقعة لنهاية الاستعمار أن ظهرت حركات الهجرة لعدد كبير من سكان المستعمرات إلى البلدان التي كانت تَستعمرها. كما أنَّ أعدادًا كبيرةً من الهنود والباكستانيين ومواطني جزر الهند الغربية وجدوا طريقهم إلى بريطانيا. وهاجرت أعدادكبيرة من إندونيسيا وسُورِينَام إلى هولندا. وهناك أعدادٌ من المهاجرين من شمالي إفريقيا تعيش في فرنسا. ومن ناحية أخرى، أسهمت هذه الهجرات في خلق تباين عرقي وثقافي في البلدان الأوروبية التي كانت يومًا ما ذات طابع عرقي واحد.


آثار الاستعمار واشكاله الجديدة في الوطن العربي :.

تتباين خبرة كل دولة عربية مع غيرها من ناحية التجربة الاستعمارية من ناحيتين:
1- الفترة الزمنية التي مكثها الاستعمار في الدولة، إذ تتفاوت المدة بين دولة وأخرى، فبعضها بقي فيه الاستعمار متواصلاً لمدة (132) عاماً مثل الجزائر، وبعضها لم يستغرق فيه الاستعمار الأوروبي سوى (24) عاماً مثل الأردن وهي الفترة الممتدة من تاريخ اعلان الانتداب البريطاني عليها إلى حين إعلان الاستقلال عام (1946).
ومن المؤكد أن طول التجربة التاريخية مع الاستعمار تترك آثاراً عميقة للدول التي عرفت الاستعمار لمدد أطول من غيرها، وهو الأمر الذي أدى إلى التفاوت في مستوى التطور بين الدول العربية.

2- تنوع التجربة الاستعمارية : فبعض الدول لم تعرف سوى الاستعمار البريطاني كمنطقة الخليج، وبعضها عرف الاستعمار الفرنسي فقط مثل الجزائر، وبعضها عرف كليهما مثل مصر، ومن المؤكد أن التنوع في الخبرة الاستعمارية يترك آثاراً متباينة بين الدول العربية.
ونتيجة لهذه التباينات انعكست الآثار على الدول العربية بشكل متباين من ناحية حدتها وإن تماثلت من حيث طبيعتها في أغلب الأحيان.

وتتمثل أبرز آثار الاستعمار في:
1- إيجاد كيان سياسي غير عربي في قلب المنطقة العربية، وهي إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى دخول المنطقة العربية في صراعات مختلفة منذ عام (1948م)، فمنذ وجود إسرائيل دخلت الدول العربية معها في حروب كثيرة (1948، 1956، 1967، 1968، 1973، 1982م) كما أن أجزاء من الدول العربية ما زالت محتلة من هذا الكيان.

2- ترسيم الحدود بين الدول ترسيماً يراعي المصالح الاستعمارية، وهذا ما أدّى في فترات ما بعد الاستقلال إِلى اشتغال النزعات بين الدول العربية، بسبب هذه الحدود (النزاع بيت العراق والكويت، ومصر والسودان، الجزائر والمغرب).

3- المساهمة في تعميق التخلف العربي ويتمثل ذلك في:
تعطيل التطور العلمي في المنطقة العربية، إِذ إن الاهتمام بفتح المدارس أو المعاهد التعليمية كان محدوداً إِلى أبعد الحدود، مما أدّى إِلى تفشي الأمية.
لكن ذلك لا ينفي أن للاستعمار آثاراً جانبية إيجابية لم يكن يقصدها، بل جاءت بحكم وجوده في هذه الدول، كإدخال بعض المطابع أو فتح المجال أمام بعض النخب العربية للاحتكاك بالأوروبين، أو الاطلاع على بعض الفنون الأدبية وغيرها.


ومع تطور المجتمع الدولي طورت الدول الاستعمارية أساليب سيطرتها بما أصبح يعرف بالاستعمار الجديد. وتشمل هذه الأساليب:

1- الغزو الثقافي
وقد سبق الإشارة إليه في الصفحات السابقة.

2- الشركات متعددة الجنسية
ويمكن تعريف الشركات متعددة الجنسية أنها شركات تنتج وتسوق السلع والخدمات في أكثر من قطر واحد، وتعتبر العالم مجالاً لنشاطها.
وقد تركز نشاط هذه الشركات في الوطن العربي في البداية في استخراج النفط وتسويقه، ثم بدأت هذه الشركات في الدخول إلى قطاعات مختلفة من الاقتصاد العربي، وقد أدت هذه الاستثمارات إلى تحويل مبالغ هائلة من الأموال من العالم  العربي.
وتؤثر الشركات المتعددة الجنسية على جهود التكامل الاقتصادي العربي طالما أنها تتحكم في نسبة هامة من القطاعات الاقتصادية العربية.

3- القواعد والتسهيلات العسكرية
أدّى التنافس بين الدول الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على المنطقة العربية إلى دفع الدول العربية للبحث عن مساند لها في صراعاتها مع القوى الخارجية، وقد أخذ هذا الاعتماد شكل الاستعانة بالخبراء العسكرين وغير العسكرين من هذه الدول، أو منح أساطيل هذا الدول تسهيلات في الموانئ العربية، أو السماح لطائرتها العسكرية باستخدام المطارات العربية في بعض الظروف الخاصة.

4- الديون
اندفعت الدول العربية في فترة ما بعد الاستقلال نحو سياسة الاستدانة من الدول الغربية، لكن لم تكن لديها القدرة على السداد الأمر الذي دفعها إلى طلب إعادة جدولة الديون أو تخفيف شروطها، مما دفع الدول الدائنة إلى طرح مطالب سياسية على الدول العربية، تؤثر في درجة استقلالية قرارها السياسي.

5- القوانين التجارية
وتتمثل هذه القوانين في الضغط على الدول العربية لفتح أسواقها أمام المنتجات الغربية وتخفيف القيود الجمركية أو الكمية عليها، وهو الأمر الذي قد يهدد الصناعات العربية الناشئة.

6- المنظمات الدولية

تتحكم بعض الدول الكبرى في سياسات هيئة الأمم المتحدة بشكل يجعلها تسخر قرارات هذه المنظمة لحسابها، وهذا يؤثر في الاستقلال السياسي والاقتصادي للدول الصغيرة.




المراجع:

* العالم الإسلامي والاستعمار السياسي و الاجتماعي والثقافي، أنور الجندي ط1، دار المعرفة، 1970م.

* الاستعمار. أحقاد وأطماع. محمد الغزالي. ط2. الدار السعودية للنشر. جدة، 1389هـ

* موقع صيد الفوائد ( http://www.saaid.net )

*  ويكبيديا الموسوعة الحرة (  http://ar.wikipedia.org )

* التعليم الثانوي ( http://skikda.high-forums.com )

هناك تعليقان (2):